responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 414
[5- مزايا ابي الفرج]
فصل منها: وأنتم قوم تقدّمتم بابتناء المكارم في حال المهلة، وأخذتم لأنفسكم فيها بالثّقة على مقادير ما مكّنتم الأواخيّ، ومددتم الأطناب، وثبتتم القواعد. ولذلك قال الأوّل:
عزمت على إقامة ذي صباح ... لأمر ما يسوّد من يسود
وأبو الفرج- أعزّه الله- فتى العسكرين، وأديب المصرين. جمع أريحيّة الشباب، ونجابة الكهول، ومحبّة السّادة، وبهاء القادة وأخلاق الأدباء، ورشاقة عقول الكتّاب والتّغلغل إلى دقائق الصّواب، والحلاوة في الصّدور، والمهابة في العيون، والتقدّم في الصّناعة، والسّبق عند المحاورة، شقيق أبيه وشبه جدّه، حذو النّعل بالنّعل، والقذّة بالقذّة لم يتأخّر عنهما إلّا فيما لا يجوز أن يتقدّمهما فيه، ولم يقصّر عن شأوهما إلّا بقدر ما قصّرا عن سنخهما وهم وإن قصّروا عن مدى آبائهم، وعن غايات أوائلهم، فلم يقصّروا عن جلّة الرّؤساء، وأهل السّوابق من الكبراء، ولست ترى تاليهم إلّا سابقا، ومصلّيهم إلّا للغاية مجاوزا. ليس فيهم سكّيت ولا مبهور ولا منقطع، قد نقّحت أعراقهم من الإقراف والهجنة، ومن الشّوب ولؤم العجمة.
ومتى عاينت أبا الفرج وكماله، ورأيت ديباجته وجماله، علمت أنّه لم يكن في ضرائبهم وقديم نجلهم، خارجيّ النّسب، ولا مجهول المركّب، ولا بهيم مصمت، ولا كثير الأوضاح مغرب، بل لا ترى إلّا كلّ أغرّ محجّل، وكل ضخم المحزم هيكل.
إنّي لست أخبر عن الموتى ولا استشهد الغيب، ولا أستدلّ بالمختلف فيه ولا الغامض الذي تعظم المؤونة في تعرّفه، والشّاهد لقولي يلوح في

اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست